واشنطن في 20 أغسطس /قنا/ ذكرت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية، أن الخبراء الاقتصاديين يراقبون عن كثب خطوات البنوك المركزية الآسيوية في كوريا الجنوبية وإندونيسيا وتايلاند، فيما إذا كانت ستتخذ خطوة مشابهة لما قام به البنك المركزي في الفلبين من تخفيض لسعر الفائدة، وذلك قبل قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي في الولايات المتحدة) بذلك.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن البنك المركزي في الفلبين فاجأ الكثيرين، الخميس الماضي، بقرار خفض أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6.25 بالمئة، منهيا سلسلة طويلة من الإبقاء على الفائدة مرتفعة استمرت حوالي أربع سنوات. وكانت المرة الأخيرة التي خفض فيها البنك المركزي أسعار الفائدة الرئيسية في نوفمبر 2020.
ونقلت عن خبراء اقتصاديين في مجموعة " آي إن جي" قولهم، إن قرار البنك المركزي الفلبيني يعد خطوة جريئة حيث جاء قبل أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي تخفيف سياسته النقدية.
وأوضح روبرت كارنيل، رئيس الأبحاث الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في المجموعة، أن هذا القرار يأتي قبل التخفيف المتوقع للسياسة النقدية في الولايات المتحدة، وهو ما يجعله أكثر جرأة، وأشار إلى أن الهدوء النسبي الذي استقبلت به الأسواق هذا القرار قد يجعل البنوك المركزية الأخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكثر ميلا لتبني خطوات مماثلة.
وأشارت /وول ستريت جورنال/ إلى أن خفض الفائدة في الفلبين يأتي بعد يوم واحد من قيام بنك الاحتياطي النيوزيلندي بخفض سعر الفائدة الرسمي، وهذا يضع البلدين متماشيين مع بنك الشعب الصيني (البنك المركزي في الصين)، الذي بدأ بالفعل سلسلة من التخفيضات لدعم الاقتصاد المتباطئ.
ومع ذلك، نوهت الصحيفة إلى أن هناك عوامل قد تعرقل توقعات بدء سياسة التيسير النقدي في آسيا، بما في ذلك الأداء الضعيف للعديد من العملات الآسيوية وعدم اليقين بشأن توقيت بدء دورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة، مما يجعل صناع السياسات في المنطقة مترددين في اتخاذ خطوات قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة بفوارق أسعار الفائدة غير المواتية وانخفاض قيمة العملة.
وذكرت أن خبراء الاقتصاد كانوا يترقبون منذ فترة طويلة بدء تخفيف السياسة النقدية في آسيا، ومع ذلك، كانت البيانات الاقتصادية غير متسقة، مشيرة إلى تقدم غير منتظم في الاقتصاد المحلي وتباطؤ عالمي، مما جعل التوقعات الاقتصادية في المنطقة غامضة، وفي الوقت نفسه، كانت هناك دعوات من العديد من البنوك لتعزيز النمو وسط إشارات بأن أسعار الفائدة المرتفعة بدأت تؤثر سلبا على الاقتصاد.
وتابعت الصحيفة أنه مع تحسن الظروف بشكل مبدئي وزيادة توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، قد تكون هناك خطوات قادمة من البنوك الآسيوية نحو تخفيف سياساتها النقدية، ومع ذلك، يقول الخبراء إن الحذر سيظل سائدا.
ونقلت /وول ستريت جورنال/ عن سارة تان ودينيس تشيوك الخبيرتين الاقتصاديتين في "موديز أناليتيكس"، توقعاتهما بأن بنك كوريا قد يكون قريبا من اتخاذ قرار بشأن السياسة النقدية، لكن المخاوف بشأن ارتفاع ديون الأسر وأسعار المساكن قد تدفع بنك كوريا إلى التحفظ وعدم التحرك بقوة، وأشارتا إلى أن بنك تايلاند مرشح محتمل آخر لخفض أسعار الفائدة في عام 2024، مما قد يساعد في دعم الاقتصاد الذي ينمو بمعدل أقل من المتوقع منذ الوباء.
ووفقا لسارة تان ودينيس تشيوك من "موديز أناليتيكس"، فإن بيئة أسعار الفائدة المرتفعة نسبيا في تايلاند أدت إلى استنزاف الاستهلاك الخاص، مع بقاء أسعار المستهلك دون تغيير ملحوظ، مما يزيد من احتمال خفض الفائدة، كما أن التعافي التدريجي للعملة التايلندية قد يدعم هذا الاتجاه.
وأضافت الصحيفة أن لافانيا فينكاتيسواران، الخبيرة الاقتصادية في مؤسسة "أو سي بي سي" المصرفية، توقعت أن بنك إندونيسيا المركزي قد يتبع خطوات البنك المركزي الفلبيني بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في الربع الأخير من العام.
ومع ذلك، قالت فينكاتيسواران، إنه رغم أنها لا تتوقع أن يقدم البنك المركزي الإندونيسي على هذه الخطوة قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بسبب أولوية استقرار العملة.. إلا أنه لا يمكن استبعاد اتخاذ خطوات تيسيرية قبل الولايات المتحدة أو بالتزامن معها، خاصة إذا استمر استقرار سعر الصرف.
وشددت /وول ستريت جورنال/ على أن أي تذبذب في التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، قد يكون له تأثيرات سلبية على وجهات نظر السياسة النقدية في آسيا.
المصدر : هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع العرب ، وربما قد قام فريق التحرير في أخبار الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر جوجل نيوز |