إن عملية قراءة قصص أطفال بصفة مستمرة للصغار تساهم في بناء شخصية الطفل الصغير وإثقاله بالعديد من المهارات والأخلاق.
تساعده على الإنصات الجيد والتفكير الزائد، كما أنها تعمل على إعانته على فهم الآخرين من حوله، تساعده على التريث وتدربه على الوصول للهدف من القصة والغاية مما يخبره به الآخرون، فالتربية ما هي إلا تدريب ومثابرة على أمد بعيد لترى فيما بعد نتائجها.
القصــــــــــــــــــــة الأولى:
في يوم من الأيام كان هناك صغيرا سريع الغضب سريع الرد ببذيء الكلمات، كان في كل يوم من الصعب جدا ألا يفقد أعصابه ويسيطر على غضبه الجامح؛ وعندما يغضب سرعان ما يتفوه بما يتبادر إلى ذهنه مهما كان مؤذيا لمن أمامه، وهذا الأمر لم يسلم منه أقرب الأقربين إليه.
كان والده يشعر بالحزن الشديد لذلك الأمر، وفي يوم من الأيام أعطاه والده كيسا مليئا بالمسامير الكبيرة نسبيا ومطرقة، وطلب منه والده وهو يتوجه به ناحية السور الخلفي لحديقة منزلهم أن يدق مسمارا بالسور كلما شعر بالغضب الشديد.
لاحظ والده أن الابن بدأ يدق المسامير بكثرة للغاية في الأيام الأولى لدرجة أن الوالد اعتقد أن ابنه قد استنفذ كامل المسامير التي أعطاها إياه، وعلى مدار الأيام التالية بات يقل عدد المسامير الذي يضعه الابن على بالسور، وكان هذا دليلا قاطعا على مدى قدرة الابن ونجاحه في التحكم والسيطرة على غضبه الجامح شيئا فشيئا، ويوما تلو الآخر بات الابن يقلل ويقلل من دق المسامير وعندما جاء اليوم الأول الذي لم يدق به الابن ولا مسمارا واحدا، زف البشرى لوالده والذي سر قلبه كثيرا بذلك.
أمسك بيد ابنه وذهب للجدار وأراد أن ينتقل للأمر الذي يليه والدرس الأهم من التحكم والسيطرة في الغضب، أراد من ابنه أن يقتلع في كل يوم لا يغضب فيه مسمارا من السور، وبالفعل فعل الابن ما طلبه منه والده، وعندما انتهى من آخر مسمار قال له والده بنبرة يملأها الحزن: “يا بني أترى موضع كل مسمار؟!، إن الكلمات التي نتفوه بها أثناء غضبنا عادة ما تكون كلمات مؤذية لمن حولنا، وتصنع ندوبا داخل نفوسهم تكون بمثابة هذه الثقوب التي بالسور، والتي لا يمكن إزالتها مهما حاولنا جاهدين”.
فهم الابن الدرس الذي علمه إياه والده بطريقة مبتكرة وعملية وأتت بثمار لا مثيل لها.
اقرأ أيضا: قصص أطفال إسلامية بعنوان الإخوة الثلاثة
القصـــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــة:
في إحدى المزارع نصب الفلاح مالك المزرعة فخا للفأر الذي كان ينغص عليه طيب عيشه، فزع الفأر حينما رأى المصيدة فهلع لبقية الحيوانات بالمزرعة حيوانا تلو الآخر يستنكر ما فعله الفلاح ويطلب يد العون والمساعدة من أصدقائه الحيوانات.
ذهب للدجاجة في البداية وأعلمها بالأمر وطلب منها أن تساعده، ولكن الدجاجة أبت وأعلمته بأنها لا علاقة لها بالأمر وطالما الأمر بعيدا عنها ولن يمسها فلن تتدخل، خرج من عندها كسير الخاطر وقرر الذهاب للبقرة ربما يلقى عندها المساعدة، ففي النهاية هي بقرة كبيرة الحجم وبحركة واحدة من قدمها ستخلصه نهائيا من المصيدة اللعينة، ولكن ما وجده عن البقرة من رد على سؤله جعله يقرر ألا يطلب يد العون من أحد، وأن يسأل خالقه سبحانه وتعالى أن يحميه وفي البداية والنهاية الأمر كله بيد الله وحده لا شريك له.
وبالفعل استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء الفأر الصغير، فإذا بثعبان ضخم يقع في فخ المصيدة، والثعبان يستقر بالمصيدة ولا يصدر صوتا حتى تعبر من جانبه زوجة الفلاح فيتمكن منها ويلدغها لدغة مريرة للغاية.
يأتي الفلاح فيقتل الثعبان المؤذي ويحمل زوجته بين ذراعيه ويهرع بها للمستشفى، وأثناء فترة علاجها يقوم بذبح الدجاجة لكي تتقوت بها، ويشاء الله أن تلقى زوجته حتفها بسبب شدة السم الذي لفظه الثعبان بداخل جسدها والذي بات هزيلا، فيقوم الفلاح بذبح البقرة ليقدمها طعاما للضيوف الكثر الذين أتوا للعزاء في زوجته ومواساته لرحيلها عنه.
اقرأ أيضا: 3 قصص أطفال هادفة للغاية ومعبرة
القصـــــــــــــــــــــــــة الثالثـــــــــــــــة:
في يوم من الأيام وصل مهندس معماري شهير للغاية لمرحلة التقاعد عن عمله، كان سعيدا للغاية باقتراب موعد راحته وعدم العمل مجددا، كان يخطط لقضاء وقت ممتع مع أسرته وتعويض كل ما ضاع من عمره بسبب انشغاله بعمله.
كان هذا المهندس متفانيا في العمل الذي يقوم به، وحان وقت التقاعد، كان بمكتب مديره يريد أن ينال موافقته على تقاعده، ولكن مديره فاجأه بأنه يريده أن يبني آخر منزل ومن بعدها يتقاعد مثلما شاء.
شعر المهندس بالضيق والضجر، فقرار مديره أفسد عليه خططه، بات ينفذ المشروع الذي كلف به ولكنه ترك ضميره جانبا، فكان همه الوحيد أن ينهي العمل مهما كلفه الأمر، وبالتالي لم يكن المنزل بنفس الكفاءة التي تعود عليها الجميع من المهندس.
وفي وقت قياسي استطاع المهندس تسليم مفاتيح المنزل لمديره، وبين مدى تعجله في حصوله على موافقته على تقاعده، وكانت المفاجأة الطامة بالنسبة إليه لقد أعلمه مديره بأن المنزل هديته الخاصة والتي يستحقها عن جدارة لما بذل من مجهود جبار وتفاني في عمله طيلة السنوات المنقضية.
و يا ليته لم يفعل ذلك، فقد شعر المهندس بالحزن فطوال حياته يتفانى في عمله لأجل الآخرين، ولو كان يعلم أن هذا المنزل منزله لتفانى أكثر واجتهد طويلا في بنائه، لام نفسه على ما فعل.
والعبرة الأقرب لهذه القصة لا تأتي إلا على الصلاة، فكثير منا لا يحسن أدائها على الرغم من أنها العمل الباقي لنا، وأنها أول ما نحاسب عليه فإن صلحت صلحت سائر أعمالنا وإن فسدت فسدت سائر أعمالنا أيضا؛ ولكنا لا نصليها على أوقاتها مع العلم أننا نعلم يقينا إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، ليتنا نعتبر كيلا يصيبنا الندم والأسى.
اقرأ أيضا: قصص أطفال بعنوان درس قاسي والسبب مملكة النمل
المصدر : هذا المحتوى منشور بالفعل على قصص حقيقية ، وربما قد قام فريق التحرير في أخبار الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر جوجل نيوز |